بالعقل

 #بالعقل

 

بقلم #هناء_زغلول 

كان دائم التردد في جميع قراراته، خوفا من الفشل لذلك يتردد في كل خطوه يخطوها ليس لديه شجاعه المواجهه أو تحمل الخطأ

تخطي عامه الخامس والثلاثون ولم يفكر في الارتباط، وبعد إلحاح من الأهل بحثوا له على بنت الحلال التي تناسب إمكانياته فهو لم يكن ميسور الحال ولكنه من عائله كريمه الخلق،

وتم اللقاء مع من وقع عليها الاختيار،  فأول لقاء لم يحسم قراره وهي أيضا طلبت أن تجلس معه مره اخرى بمفردهم حتى تستطيع تكوين رأي سليم دون أي مؤثرات

وتم اللقاء الثاني وحدث قبول من الطرفين، وتم تحديد موعد لقراءه الفاتحه و الاتفاق على طلبات الزواج،

وتمت الخطبه وكان يعاملها معامله حسنه، وهي أيضا تبادله مشاعر طيبه، فهو اول رجل يدخل حياتها، لأنها لم يسبق لها الارتباط، فصبت جميع مشاعرها لديه ولم تبخل عليه بالحب والاهتمام،

طوال فتره الخطوبه لم تسمع منه كلمات الغزل، ولم يعطها الاهتمام الكافي الذي كانت تتوقعه،

وفي نفس الوقت لم يعاملها معامله سيئه،

 فوجدت ان جميع من حولها ينصحها ان تتحلى بالصبر وسوف يتغير بعد الزواج  بسبب قربهم و العشره،

وبالفعل اقتنعت ولم تلتف للهواجس التي تجول بخاطرها،

تحدد يوم الزواج  واصبحا في بيت واحد،

ومرت الايام والسنين و الجفاء العاطفي التي كانت تعاني منه في فتره الخطوبه لم يتغير بل ازداد سوءا،

و في كل مره تتجرأ فيها وتوجه له سؤال مباشر

لماذا لم تهتم بي ولماذا لم تبادلني نفس المشاعر؟؟

كان يرد بسخريه وبضحكه بلهاء،، انا لم اخدعك منذ البدايه،، فهذا طبعي ولم أتغير،

فلم تجد رد يناسب كسر خاطرها سوي الصمت،

كانت تحاول ابعاد فكره الانفصال عن تفكيرها،

لأنها لا تستطيع هدم حياتها الزوجيه بسبب بحثها عن العاطفه،

حاولت أن تشغل وقتها بأشياء تجعلها لا تفكر في زوجها وفي احتياجها العاطفي،

ومرت السنين وحاولت ان تتأقلم،، فبدأت ترى الحياه بنظره مختلفه،

بدأت تسمع لصوت العقل بداخلها، وتعدد النعم التي انعم الله عليها بها،

وجدت أن الحب ليس الأساس لقيام حياه زوجيه مستقره،

إنما التفاهم والاحترام،

تفهمت فكره اننا مختلفون فهناك إنسان حنون يستطيع أن يحتوي من حوله ويغمرهم بحبه

وهناك إنسان جاف المشاعر لا يستطيع البوح بحبه،

حين نتقبل اختلافنا نحيا حياه سويه دون أعباء نفسيه