كنت أخشي تلك اللحظة حتى كدت أن أموت قبل الموت مخافة خوض الشعور وهول قربه،وبين هذا وذاك ضعت ولم أرى أنني قتلت نفسي من قبل الموت بين الخوف والانتظار
فلم أحيا الحياة وتركتني أُظلم و يُنتهك حقي فى رؤية أشعة الشمس ولا لمعة النجوم الساطعة ولا ضياء القمر وسط هدوء الليل تركتني أظلمني خوفاً من محتوم لا محالة منه خوفاً من خوضه ونفسي تعيشه مع كل تجربة مريرة قاسية
تخوضها أوصالي و بعد ما تلقاه من خذلان وهزيمة تعود إلى صريعة باكية و لا يسع قلبي سوى ان ينزف فى صمت،
أخوض بها كلما جاهدت وثابرت وتعبت فى الوصول وأخر أخذه ليسابق الجميع بنتاج يدى وتقتلني حسرة ضياع صنيعي حين أرى غيري يعلو بحنو ظهري وسهري كل يوم دون أن يرهق عيناه ساعة وسط الليل، أخوضها مع كل مرة أحب بصدق و لا يُرى حب و أحارب لبقاء ذاك الحب الميت من البداية دون أن أرى من شدة رغبتي فى بقاءه لم أدرك أنه لم يكن هناك قلب حي حتى يحيا ،
كل هذا خضته ومت خلاله دون أن أدرك وخفت الموت و تسارعت خطواتى لأكن معهم بينما معهم كان الموت الذي منه أهرب واختبيء فيهم بانتظاره بينما هم الموت الذي أخشاه
وحين أدركت هذا رأيت الموت أمامي فتسارعت خطواتى تجاهه لعله أكثر رفقاً من ذاك الذي معهم ،وأخبرني أنني وإن قُبضت فهناك حياة ستبدأ منذ تلك اللحظة التى مت فيها بينهم ومن أيديهم بيدي وحدي القرار أن أحيا بعد الموت..
لا البكاء و العويل أو النحيب يعيد شيء ولا يجعل القاسي يحنو ولا الظالم يفهم
فلولا أنه لم يفهم فعلته ما كان ليظلم..
فلنا عودة من بعد الموت لا ندركها سوى مع نهاية الوقت و جئت أخبركم بها عساكم تدركون منها شيء قبل النهاية