جعفر ابكر إنجازي
قراءات حول رواية (جحيم العقل )
تأليف:
منذر محمد أتيم
تنويه
( يؤمن الكاتب الروائي بالعلوم المعرفية والتراث الحضاري للشعوب والابداعات المعرفية والفنية المستلهمة من واقع هذه الحضارات تحت تأثير الظروف التي تحكمها العقل الإنساني ، وبالتالي يرى ان العقل هو الثروة الحقيقة التي يمتلكها البشرية ،وتعتبرها القوة الدافعة التي يمكنها ان تحدث توازناً كونياً في هذا الارض).
•♣️يقدم رواية جحيم العقل أفكار وموضوعات تعكس الصورة الحقيقية لعملية الاستوطان الاستعماري بأبعادها الايدولوجية والديمغرافية ، وكما أنه يعكس صورة واضحة للمخلفات الاستعمارية التي خلفتها في واقع المجتمع ، مستلهماً من الواقع السوداني موضحاً ذلك بطرق بسيطة واضحة جداً يسهل استوعابه بسهولة .
وهنا يتناول الكاتب الغزو الفكري الذي تعرض لها المجتمع وذلك من خلال غرس مفاهيم وافكار جديدة لم تكن مألوفة لدى المجتمع تختلف نوعا ما عن افكار المجتمع القائم و عن إرثهم الثقافي ، الغرض منها صناعة مجتمع متصادم بمعنى آخر انتاج اجيال جديدة من نفس المجتمع تختلف في طريقة تفكيرها عن الاجيال القديمة ، اي خلق اجيال تبعية متماهية ثقافياً مع مجتمعات أخرى مشيراً على ذلك طريقة إستغلال المنهج التعليمي و دُور العبادة في مسعى منها تحقيق اهداف استعمارية تهدف الى امتلاك عقول البشرية والتحكم في مصائرها لتصبح الجسم جثة متحركة بتوجيهات من يتحكم بالعقل .
والغرض التي ترمي إليها هذا الصراع (صراع الاجيال) هو تشتيت انتباه المجتمع واعاقة عملية التفكير المنسجم النابع من التراث الحضاري للمجتمع نفسه ، وبالتالي تعيق هذا بدورها عجلة تطور المجتمع نتيجة التصادم الفكري النابع من صراع افكار الاجيال مما ينتج في النهاية مجتمع رقراق وتابع .
كما يوضح الرواية صورة المجتمع التي تسود فيها العقلية الاستبدادية للسلطة الذكورية ، التي تحتقر فيها المرأة وتقلل من شأنها كي تقتل فيها ملكة الابداع لتظل سجينة ذاتها خاضعة لتلبية رغبات الرجل الفحولية فحسب كل هذا ضمن المتسلسلة في عملية التخدير المتسمر للعقل الانساني .
ويوضح الرواية مجموعة من الأحزمة التي صنعتها الاستبداد لتكون موالية مخلصة لها حد التقديس ، وذلك من خلال الإغراءات المالية التي يقدمها لهم ومن خلال التهديد أوالابتزاز لتساعد ذلك في نشر الخوف والهلع كي يستطيع ان يُحكم قبضتها على الجميع ، وبهذا أصبح الجميع مقتول وهو حامل جثته المتحركة الناطقة كالببغاء في ترديد جُمل التلقين الذي تلقاها من مجالس الاستبداد في صورة أوامر وتوجيهات جاهزة ، وهنا يوضح بصورة جلية صورة الفوضى الخلاقة من داخل مؤسسات الاستبداد ، في صناعة اجسام مُزيفة معارضة لها تمارس حرب الضروس ليكشف من خلالها الم .
